منتدى التربويون

أخي الزائر التربوي الكريم
مرحبا بك في منتدى التربويون
يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا
بالتوفيق

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى التربويون

أخي الزائر التربوي الكريم
مرحبا بك في منتدى التربويون
يشرفنا تسجيلك و مشاركتك معنا
بالتوفيق

منتدى التربويون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التربويون

    الزرنوجي بقلم الدكتور صالح ابو عراد

    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 527
    تاريخ التسجيل : 20/10/2008

    الزرنوجي بقلم الدكتور صالح ابو عراد Empty الزرنوجي بقلم الدكتور صالح ابو عراد

    مُساهمة  Admin الجمعة مارس 23, 2012 11:06 pm


    = برهان الإسلام الزُّرنوجي ( رحمه الله ) : ( * )


    هو الإمام برهان الإسلام الزُّرنوجي- وقد يُسمى ( برهان الدين الزُّرنوجي ) - الذي يُنسب إلى ( زُرْنوج ) وهي بلد مشهور من أعمال تركستان . عاش في خراسان في الفترة ما بين أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع الهجري ، وليس هناك تاريخ محدد لوفاته إلا أنها انحصرت فيما بين عامي ( 593هـ - 620هـ ) . والإمام الزُّرنوجي واحدٌ ممن يُشار إليهم بالبنان في مجال الفقه ، والعلم الشرعي ، والأدب والنثر ، وكان ممن أُجيز في التعليم والإفتاء ؛ إلا أن تُراثه العلمي انحصر في كتابه التربوي القيم ( تعليم المتعلم طريق التعلم ) الذي يبدو أنه ألفه بعد ممارسةٍ طويلةٍ للتعليم ، والذي يُشتق جُل ما عُرف عن هذا الإمام من هذا الكتاب الصغير ؛حتى قيل :
    \" كأن الزُّرنوجي في التاريخ هو تعليم المتعلم ، أو كأن تعليم المتعلم في الفكر التربوي هو الزُّرنوجي \".
    وقد حظي هذا الكتاب بمكانةٍ علميةٍ كبيرةٍ ؛ حيث يُعد مع كتاب ( الرسالة المُفصلة لأحوال المعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين ) للقابسي القيرواني ، أهم كتابين في التربية الإسلامية في الثقافة العربية الإسلامية القديمة . كما تُرجم إلى اللغات : اللاتينية ، والتركية ، والفارسية ، والفرنسية ، والإنجليزية . وما ذلك إلا لشهرته وسعة انتشاره وحاجة الناس إليه ؛ ولا سيما أنه يُعد أول كتابٍ في طرائق التدريس يتحدث عن التعليم الذاتي ، وآدابه ، وأساليبه ، ويجمع بين النظرية التربوية التطبيقية وبين الرؤية التعبدية الشرعية بصورةٍ مُتجانسةٍ مُندمجةٍ تُجسِّد التكامل الحقيقي بين الجانبين الإيماني والسلوكي .
    == من الاهتمامات التربوية لبرهان الإسلام الزرنوجي :
    يمكن التعرف على اهتمامات الإمام الزُّرنوجي التربوية من خلال ما اشتمل عليه كتابه الذي تضمن ثلاثة عشر فصلاً يمكن من خلاله تعرُّف أهم اهتماماته التربوية التي منها :
    ( 1 ) تأكيد أهمية طلب العلم وضرورة تعظيم العلم وأهله. والتأكيد على أن غاية العلم تتمثل في إصلاح حياة الفرد والمجتمع ، ولذا فليس لدى الزُّرنوجي مبدأ طلب العلم لذات العلم فقط . كما قرَّر أنه لا ينبغي أن يكون العلم وسيلةً رخيصةً لاكتساب المال والجاه .
    ( 2 ) تغليب الطابع العملي التطبيقي على تناوله لمادة الكتاب التي أراد بها كما أشار إلى ذلك أن يُبيّن طرائق التعليم وشرائطه ، وبناءً على ذلك فقد قسَّم العلوم حسب الاحتياج إليها والغاية منها إلى ثلاثة أقسام هي :
    • العلم الضروري الذي لا تستقيم حياة الفرد الدينية والدنيوية إلا به ؛ فهذا واجبٌ شرعاً ، وعلى كل فردٍ تعلمه .
    • العلوم التي يحتاج إليها الفرد أحياناً كعلم الطب والصناعة والدفاع ، وحكمها فرض كفاية على المجتمع .
    • العلم المرض ، وهو العلم المُحَرَّم لأنه يضر ولا ينفع مثل علم السِحر والتنجيم وما شابهها .
    ( 3 ) اهتمامه بجميع جوانب شخصية المتعلم الانفعالية ( سواء كانت إيجابيةً أو سلبية ) ، والعقلية ( الحفظ والنسيان والمراجعة ) و الاجتماعية ( الصحبة أو الرفقة ) ، و الصحية ( البدن أو النفس ) . واللافت للنظر أن اهتمام الزُّرنوجي بجوانب شخصية المتعلم يؤكد ترابطها وتفاعلها ، وتأثير بعضها في بعض تأثيراً متبادلاً .
    ( 4 ) إن كثيراً من المبادئ التربوية التي تُنسب إلى مُفكرين آخرين قد سبق تأصيلها وتأطيرها ووضع قواعد لها في الثقافة الإسلامية .
    ( 5 ) يرى الزُّرنوجي أن الأنشطة الاجتماعية في التعلم أو المُمارسات التعليمية عنصر أساسي من عناصر نسق التعلم ؛ لأنها ترتبط ارتباطـاً وثيقًّا وتبادليـاً بالعناصر الأُخرى . ومما يُميز أنشطة التعلم ومُمارساته عند الإمام الزُّرنوجي الخصائص التـالية : ( التنوع ، الحيوية ، الاستمرار ، التدرج ، التكرار ) .
    ( 6 ) إن الدور الرئيس والحاسم للمعلم في حياة التلميذ العلمية ليس فقط فيما يقوله ويعلَّمه ؛ بل في سلوكه والاقتداء به .
    ( 7 ) أهمية اختيار الشريك في التعلم ، وأن يكون الاختيار للشريك المُجد ، الورع ، وصاحب الطبع المستقيم ، وأن يفِر من الكسلان ، والمُعطِّل ، والمكثار ، والمُفسِد ، والفتَّان .
    ( 8 ) أن الحفظ والنسيان يُعدان نشاطاً عقليًّا معرفيًّا ؛ وأن هناك عوامل تورث الحفظ ، وأُخرى تورث النسيان ، وأن هذه العوامل ( سواء كانت للحفظ ، أو النسيان ) يمكن أن تُصنَّف إلى عوامل نفسية ، وعوامل بدنية .
    ( 9 ) أهمية استثمار الوقت ، واستخدام كل الأساليب الممكنة لتوثيق المعلومات وعدم الاعتماد على الذاكرة فقط ، لأنها قد تخطئ في كثيرٍ من الأحيان مستشهداً بقوله : \" من حفِظ فرَّ ، ومن كتب قرَّ\" والمعنى أن المحفوظ عرضة للنسيان ، أما المكتوب فيقِرُ ويثبُت .
    =-=-=-=

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 12:24 pm