عناصر البحث التربوي
يعد مخطط البحث متطلباً أساسياً و مرحلة مهمة قبل البدء في التنفيذ العملي
لخطوات البحث، ومخطط البحث هو مشروع عمل، أو خطة منظمة تجمع عناصر التفكير
المسبق اللازمة لتحقيق الغرض من الدراسة. و يهدف المخطط إلى تحقيق ثلاثة
إغراض أساسية هي:
1- يصف إجراءات القيام بالدراسة و متطلباتها.
2- يوّجه خطوات الدراسة و مراحل تنفيذها.
3- يشكّل إطاراً لتقويم الدراسة بعد انتهائها .
وتتلف عناصر مخطط البحث باختلاف المؤسسة التي تشرف على البحث، أو باختلاف نوع البحث ولكن القاسم المشترك هو توافر العناصر التالية:
1- العنوان:
يكون عنوان البحث المقترح في مخطط البحث في الغالب هو نفس عنوان البحث عند
الانتهاء من إجرائه، ولذلك لابد من أخذ عدد من الملاحظات بعين الاعتبار
بخصوص كتابة البحث. ومن هذه الملاحظات:
أ- يجب أن يكون عنوان البحث محدداً بدلالة البحث و متضمناً أهم عناصره.
ب- يجب أ، يشير العنوان إلى موضوع الدراسة بشكل محدد .
ج- يفضل أ، يتضمن العنوان الكلمات المفتاحية التي تشير إلى مجال البحث و متغيراته.
ء- يفضل ألاّ يزيد عدد كلمات العنوان عن خمس عشرة كلمة.
هـ- لابد أن يكون دعاية وإعلانا يجذب القرّاء لقراءة البحث.
2- أهمية البحث:
أو ما يسمى في بعض الكتب و الأبحاث بـِـ مبررات إجراء البحث، خلفية
الدراسة . وفي هذه الخطوة يفترض الباحث أن القارئ قد لا يتفق مع الباحث في
أهمية المشكلة المدروسة، وهذا الإفترض يتطلب منه أن يسهب في توضيح أهمية
المشكلة وجدوى دراستها، وذلك بعرض بعض الأدلة و الشواهد التي من شأنها
توضيح تلك الأهمية ومن هذه الأدلة و الشواهد:
أ- توضيح ما يمكن أن يقدمه البحث في حل مشكلة أو إضافة علمية.
ب- الإحصاءات ذات العلاقات المباشرة بموضوع البحث.
ج- الإشارة إلى التوصيات التي وردت في بحوث سابقة التي تنص على أهمية دراسة مثل هذا الموضوع.
ء- تضمين بعض الأدلة المنقول لذوي الصلة بموضوع البحث سواء أكانوا علماء أم مستفيدين.
3- مشكلة البحث:
أ- مفهوم المشكلة: كلمة مشكلة ترجمة حرفية للكلمة الانجليزية Problem وقد
شاعت هذه الترجمة في كتب البحث ومناهجه التي كُتِبَت باللغة العربية.
فالمشكلة في اللغة العربية تعني في مدلولها أن هناك عقبة تحول بين الإنسان
وبين ادائه لعمله مما يتطلب معالجة إصلاحية.
فالمشكلة إذن هي حاجة لم تُشبَع أو وجود عقبة أمام إشباع حاجاتنا، أو هي موقف غامض لا نجد له تفسيراً محدداً.
ب- مصادر الحصول على المشكلة: على الباحث إتباع الخطوتين التاليتين:
- يتعين على الباحث عند اختياره المشكلة أن يحدد أولاً مجال البحث الذي
يرغب أن يكون بحثه فيه، ومما يساعد على تحديد المجال المرغوب فيه الإجابة
على مثل الأسئلة إجابة مكتوبة:
= ما الأعمال التي أرغب أن أقوم بها وأشغلها.
= ما المجالات العلمية و الفكرية التي أميل إليها؟
= ما الأهداف التي يتعيّن عليّ السعي لتحقيقها أثناء مسيرتي العلمية؟
- بعد تحديد المجال، ينتقل الباحث إلى مرحلة أكثر تحديداً فيختار مشكلة في
المجال الذي تختاره، ومما يعينه على ذلك إتباع واحدة أو أكثر من الطرق
التالية:
القراءة المنظمة - الرسائل العلمية - الإعادة - الملاحظة الهادفة - الخبرة العلمية - الخبرة العملية - الاستشارة
ج- اختيار مشكلة البحث: يضع المهتمون بشؤون البحث عدداً من المعايير التي
تساعد الباحث في اختيار مشكلته، فيما يلي عرض لأهم هذه المعايير:
1- معايير ذاتية:
- اهتمام الباحث.
- قدرة الباحث.
- توفر الإمكانات المادية.
- توفر المعلومات .
- المساعدات الإدارية.
2- معايير اجتماعية وعلمية:
- الفائدة العلمية للبحث.
- مدى مساهمة البحث في تقدم المعرفة.
- تعميم نتائج الدراسة.
- مدى مساهمته في تنمية بحوث أخرى.
ء- صياغة المشكلة و أسئلتها: ليس هناك صياغة محددة تُصَاغ على شكل أسئلة
أو بصورة جمل تعبيرية، ولكن بأي صياغة صيغَت يجب أن تتضح تماماً.
* معايير صياغة المشكلة:
- وضوح الصياغة ودقتها.
- أن يتضح في الصياغة وجود المتغيرات .
- أن صياغة المشكلة يجب أن تكون واضحة بحيث يمكن التوصل إلى حلّها.
* معايير تقويم المشكلة:
- هل تعالج المشكلة موضوعاً حديثاً أم موضوعاً مكرراً ؟
- هل سيسهم هذا الموضوع في إضافة علمية معينة؟
- هل تمت صياغة المشكلة بعبارات محددة واضحة؟
- هل ستؤدي هذه المشكلة إلى توجيه الاهتمام ببحوث ودراسات أخرى؟
- هل ستقدّم النتائج فائدة علمية إلى المجتمع؟
<<
- فروض البحث:
لابد من صياغة الفرضيات بالاستعانة بالإرشادات التالية:
أ- تُصاغ الفرضيات بدلالة البحث الحالي وليس على شكل تعميمات لا ترتبط بالإطار الزمني أو المكاني للبحث.
ب- تُعتَمد في البحث الفرضيات التي على شكل علاقات بين المتغيرات حيث أمكن.
ج- تُعتمَد في البحث الفرضيات التي لتصميم البحث الحالي أن يختبرها.
ء- تصاغ الفرضيات بلغة واضحة ومحددة ومفهومة.
وهناك طريقتين لصياغة الفرضيات:
* فقد تصاغ بطريقة الفرضية الصفرية ومثال على ذلك "عدم وجود فرق ذي دلالة في مستوى القلق بين مجموعات الطلبة يعزى إلى درجات الذكاء".
*الطريقة الثانية( الفروض البديلة) بفرعيها :
- المتجهة ؛ فعندما يملك الباحث أسباباً محددة يتوقع وجود فروق ولمصلحة
طرف معين مثل :"يكون مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء
عالية أعلى من مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة.
- الغير متجهة؛ وذلك عندما يملك سبباً محددة بوجود فروق دون أن يكون
قادراً على توقع اتجاه هذه الفروق لمصلحة أي من الطرفين مثل: "يوجد فرق في
مستوى القلق بين الطلبة الذين يملكون درجات عالية و الطلبة الذين يملكون
درجات ذكاء منخفضة".
و المعايير التي يجب توافرها في فروض البحث بأربع نقاط هي:
أ- أن يتصور الباحث ما يتوقع أنه حلاً فعلياً للمشكلة.
ب- أن يستمد من أسس نظرية وبراهين علمية يؤكدا جدوى اختبارها.
ج- أن تكون قابلة للاختبار، أي لا تكون من العمومية بحيث يستحيل التحقق منها.
ء- أن تكون مختصرة وواضحة.
5- أهداف البحث:
عندما يوضح الباحث أهداف بحثه فأنه يجيب بذلك على سؤال [لماذا] يجري
البحث؟ ويُعتبَر تحديد أهداف البحث في بداية العملية البحثية ضرورية جداً.
فبعد أن حدد [ماذا] بالخطوات السابقة، يتعين عليه أن يكمل توضيحه بـ
[لماذا] وأهداف البحث هي التي تعكس مدى الإضافة إلى ما هو معلوم ، و إسهام
البحث في تقويم حلول علمية مبرهنة للمشكلة المدروسة.
ويجب أن تكون أهداف البحث:
- محددة يمكن قياس مدى تحقيقها.
- دقيقة، وثيقة الصلة في ارتباطها بمشكلة البحث.
- قابلة للتحقيق في ضوء الوقت و الجهد المخصصين للبحث.
6- حدود البحث:-
ليس هناك حد فاصل بشكل قطعي للمشكلات البحثية في العلوم السلوكية، فقد
تكون المشكلة الواحدة ذات امتداد موضوعي أو زمني، أو مكاني بالمشكلات
الأخرى.
وهذا الامتداد له أثره على الباحث أو القارئ معاً فالباحث يتردد كثيراً في بداية بحثه في الإجابة على مثل الأسئلة التالية:
- هل هذا الجانب يدخل في موضوع البحث أم لا؟
- هل البحث يغطي هذه المدة أو يجب أن يغطي أكثر منها أو أقل؟
- هل من المفروض أن أقصر البحث على هذه المدينة فقط أم من الأولى أن يطبق في المنطقة كاملة؟
وحتى يقطع الباحث الشك باليقين يتعيّن عليه أن يبيّن الحدود التالية لبحثه إن كان يتطلب تحديداً
* الحدود الموضوعية: أي الجوانب التي يتضمنها البحث.
* الحدود الزمانية: أي المدة التي يغطيها البحث.
* الحدود المكانية: أي المجال المكاني للبحث سواء كان قرية أو مدينة أو دولة ....
وتوضيح حدود البحث ليس لمجرد حصر جهد الباحث في مجالات موضوعية أو مكانية
أو زمنية دون غيرها، وإنما أيضاً ليتضح مدى إمكانية تعميم نتائج البحث
وتطبيقها. وإيراد السبب في الاقتصار على مدة زمنية معينة، أو مكان محدد،
أو جانب معين أمر مرغوب فيه حتى لا يتبادر إلى ذهن القارئ أن السبب مجرد
إنجاز البحث في أقصر مدة، أو أصغر مكان، أو أخصر مجال .
<<
_______________
7- مصطلحات البحث:
تأتي أهمية هذه الخطوة من أهمية الالتقاء بين الباحث و القارئ معاص على
مدلول واحد للمصطلح المتكرر في البحث. فالباحث و القارئ بحاجة ماسة
للاتفاق على المدلول الذي عناه الباحث للمصطلحات المهمة في بحثه التي
تتكون منها مشكلة البحث حتى لا تفسر من قبل القارئ بمدلول مختلف.
كما تأتي أهمية ذكر المصطلحات وتعريفاتها الإجرائية من كثرة المدلولات
المحتملة للمصطلح الواحد نتيجة لعدم اتفاق العلماء المعنيين على مدلول
واحد، وكذلك نتيجة لاختلاف القرائن الدالة على معنىً دون غيره.
انطلاقا من هذا يتعين على الباحث أن يحدد مفاهيم أهم المصطلحات التي تكرر
في بحثه بالمدلول الإجرائي الذي يعينه فيه مراعياً في ذلك المدلول اللفظي
الصحيح للمصطلح، ويساعد تعريف المصطلحات في وضع إطار مرجعي يستخدمه الباحث
في التعامل مع المشكلة الخاصة بالبحث.
8- الإطار النظري والدراسات السابقة:
فالإطار النظري هو الخلفية العلمية النظرية التي يحتاج غليها الباحث للعلم
بها ليستطيع بالتالي أن يعد بحثاً علمياً له أهدافه وفرضياته العلمية يكون
لتحقيقها أثر في البناء المعرفي.
أما مصطلح الدراسات السابقة يراد بها مرجعة الدراسات السابقة التي تناولت
الموضوع أو بعض جوانبه حتى يتسنى للباحث أن يبدأ من حيث ما انتهى منه
غيره، وأن يوضح مدى الاختلاف و التشابه بين دراسته وبين ما سبقها من
دراسات.
* فالهدف الرئيسي يكمن في التأكد من أنه لن يبحث مشكلة تم بحثها من قبل.
* أما الهدف الفرعي الذي يتحقق بمراجعة الدراسات السابقة فقد تم تحديدها بخمسة أهداف
- تحديد مشكلة البحث.
- التطرق على جوانب لم يتم التطرق لها من قبل.
- التبصر في طرق البحث.
- تجنب النمطية في البحوث.
- الاستفادة من توصيات الباحث.
9- إجراءات البحث:
بعد أن يختار الباحث المشكلة ويصيغها ويراجع الدراسات السابقة ذات الصلة
بها، يحدد في هذه الخطوة الكيفية الإجرائية لبحثها، حيث يوضح هذا الجزء من
المخطط الطريقة التي سوف يجيب بها الباحث عن أسئلة الدراسة، أو يختبر فيها
فرضياتها. ويلزم عرض هذه الطريق بشكل تفصيلي، وتمثل طريقة الدراسة في
تفصيلاتها عقداً بين الباحث وبين اللجنة التي تشرف على البحث أو المؤسسة
التي تموّله.
وتتضمن طريقة البحث وإجرائته تحديداً لمجتمع الدراسة الذي يلزم تعميم
نتائج الدراسة، وتحديد تصميم الدراسة بالمتغيرات المستقلة و المتغيرات
التابعة، وتحديداً أيضاً إجراءات جمع البيانات باستعمال أدوات و مقاييس و
اختبارات معينة، ويلزم هنا وصف الأدوات المستعملة وكيفية تطويرها ومعايير
الصدق و الثبات التي تتصف بها، وطريقة تفريغ البيانات الناتجة عن
استعمالها، ويجب أن تتضمن الطريقة التي يخطط الباحث لاستعمالها في تنظيم
البيانات و المعالجات الإحصائية المستعملة، ومستوى الدلالة المستخدمة في
البحث.
10- المراجع:
تعد قائمة المراجع عنصراً ضرورياً في مخطط البحث، ويلزم أن تتضمن هذه
القائمة على الأقل المراجع التي قادت الباحث إلى اختيار مشكلته، و المراجع
الضرورية لفهم هذه المشكلة و المراجع ذات العلاقة المباشرة بها.
__________________
___
يعد مخطط البحث متطلباً أساسياً و مرحلة مهمة قبل البدء في التنفيذ العملي
لخطوات البحث، ومخطط البحث هو مشروع عمل، أو خطة منظمة تجمع عناصر التفكير
المسبق اللازمة لتحقيق الغرض من الدراسة. و يهدف المخطط إلى تحقيق ثلاثة
إغراض أساسية هي:
1- يصف إجراءات القيام بالدراسة و متطلباتها.
2- يوّجه خطوات الدراسة و مراحل تنفيذها.
3- يشكّل إطاراً لتقويم الدراسة بعد انتهائها .
وتتلف عناصر مخطط البحث باختلاف المؤسسة التي تشرف على البحث، أو باختلاف نوع البحث ولكن القاسم المشترك هو توافر العناصر التالية:
1- العنوان:
يكون عنوان البحث المقترح في مخطط البحث في الغالب هو نفس عنوان البحث عند
الانتهاء من إجرائه، ولذلك لابد من أخذ عدد من الملاحظات بعين الاعتبار
بخصوص كتابة البحث. ومن هذه الملاحظات:
أ- يجب أن يكون عنوان البحث محدداً بدلالة البحث و متضمناً أهم عناصره.
ب- يجب أ، يشير العنوان إلى موضوع الدراسة بشكل محدد .
ج- يفضل أ، يتضمن العنوان الكلمات المفتاحية التي تشير إلى مجال البحث و متغيراته.
ء- يفضل ألاّ يزيد عدد كلمات العنوان عن خمس عشرة كلمة.
هـ- لابد أن يكون دعاية وإعلانا يجذب القرّاء لقراءة البحث.
2- أهمية البحث:
أو ما يسمى في بعض الكتب و الأبحاث بـِـ مبررات إجراء البحث، خلفية
الدراسة . وفي هذه الخطوة يفترض الباحث أن القارئ قد لا يتفق مع الباحث في
أهمية المشكلة المدروسة، وهذا الإفترض يتطلب منه أن يسهب في توضيح أهمية
المشكلة وجدوى دراستها، وذلك بعرض بعض الأدلة و الشواهد التي من شأنها
توضيح تلك الأهمية ومن هذه الأدلة و الشواهد:
أ- توضيح ما يمكن أن يقدمه البحث في حل مشكلة أو إضافة علمية.
ب- الإحصاءات ذات العلاقات المباشرة بموضوع البحث.
ج- الإشارة إلى التوصيات التي وردت في بحوث سابقة التي تنص على أهمية دراسة مثل هذا الموضوع.
ء- تضمين بعض الأدلة المنقول لذوي الصلة بموضوع البحث سواء أكانوا علماء أم مستفيدين.
3- مشكلة البحث:
أ- مفهوم المشكلة: كلمة مشكلة ترجمة حرفية للكلمة الانجليزية Problem وقد
شاعت هذه الترجمة في كتب البحث ومناهجه التي كُتِبَت باللغة العربية.
فالمشكلة في اللغة العربية تعني في مدلولها أن هناك عقبة تحول بين الإنسان
وبين ادائه لعمله مما يتطلب معالجة إصلاحية.
فالمشكلة إذن هي حاجة لم تُشبَع أو وجود عقبة أمام إشباع حاجاتنا، أو هي موقف غامض لا نجد له تفسيراً محدداً.
ب- مصادر الحصول على المشكلة: على الباحث إتباع الخطوتين التاليتين:
- يتعين على الباحث عند اختياره المشكلة أن يحدد أولاً مجال البحث الذي
يرغب أن يكون بحثه فيه، ومما يساعد على تحديد المجال المرغوب فيه الإجابة
على مثل الأسئلة إجابة مكتوبة:
= ما الأعمال التي أرغب أن أقوم بها وأشغلها.
= ما المجالات العلمية و الفكرية التي أميل إليها؟
= ما الأهداف التي يتعيّن عليّ السعي لتحقيقها أثناء مسيرتي العلمية؟
- بعد تحديد المجال، ينتقل الباحث إلى مرحلة أكثر تحديداً فيختار مشكلة في
المجال الذي تختاره، ومما يعينه على ذلك إتباع واحدة أو أكثر من الطرق
التالية:
القراءة المنظمة - الرسائل العلمية - الإعادة - الملاحظة الهادفة - الخبرة العلمية - الخبرة العملية - الاستشارة
ج- اختيار مشكلة البحث: يضع المهتمون بشؤون البحث عدداً من المعايير التي
تساعد الباحث في اختيار مشكلته، فيما يلي عرض لأهم هذه المعايير:
1- معايير ذاتية:
- اهتمام الباحث.
- قدرة الباحث.
- توفر الإمكانات المادية.
- توفر المعلومات .
- المساعدات الإدارية.
2- معايير اجتماعية وعلمية:
- الفائدة العلمية للبحث.
- مدى مساهمة البحث في تقدم المعرفة.
- تعميم نتائج الدراسة.
- مدى مساهمته في تنمية بحوث أخرى.
ء- صياغة المشكلة و أسئلتها: ليس هناك صياغة محددة تُصَاغ على شكل أسئلة
أو بصورة جمل تعبيرية، ولكن بأي صياغة صيغَت يجب أن تتضح تماماً.
* معايير صياغة المشكلة:
- وضوح الصياغة ودقتها.
- أن يتضح في الصياغة وجود المتغيرات .
- أن صياغة المشكلة يجب أن تكون واضحة بحيث يمكن التوصل إلى حلّها.
* معايير تقويم المشكلة:
- هل تعالج المشكلة موضوعاً حديثاً أم موضوعاً مكرراً ؟
- هل سيسهم هذا الموضوع في إضافة علمية معينة؟
- هل تمت صياغة المشكلة بعبارات محددة واضحة؟
- هل ستؤدي هذه المشكلة إلى توجيه الاهتمام ببحوث ودراسات أخرى؟
- هل ستقدّم النتائج فائدة علمية إلى المجتمع؟
<<
- فروض البحث:
لابد من صياغة الفرضيات بالاستعانة بالإرشادات التالية:
أ- تُصاغ الفرضيات بدلالة البحث الحالي وليس على شكل تعميمات لا ترتبط بالإطار الزمني أو المكاني للبحث.
ب- تُعتَمد في البحث الفرضيات التي على شكل علاقات بين المتغيرات حيث أمكن.
ج- تُعتمَد في البحث الفرضيات التي لتصميم البحث الحالي أن يختبرها.
ء- تصاغ الفرضيات بلغة واضحة ومحددة ومفهومة.
وهناك طريقتين لصياغة الفرضيات:
* فقد تصاغ بطريقة الفرضية الصفرية ومثال على ذلك "عدم وجود فرق ذي دلالة في مستوى القلق بين مجموعات الطلبة يعزى إلى درجات الذكاء".
*الطريقة الثانية( الفروض البديلة) بفرعيها :
- المتجهة ؛ فعندما يملك الباحث أسباباً محددة يتوقع وجود فروق ولمصلحة
طرف معين مثل :"يكون مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء
عالية أعلى من مستوى القلق عند الطلبة الذين يملكون درجات ذكاء منخفضة.
- الغير متجهة؛ وذلك عندما يملك سبباً محددة بوجود فروق دون أن يكون
قادراً على توقع اتجاه هذه الفروق لمصلحة أي من الطرفين مثل: "يوجد فرق في
مستوى القلق بين الطلبة الذين يملكون درجات عالية و الطلبة الذين يملكون
درجات ذكاء منخفضة".
و المعايير التي يجب توافرها في فروض البحث بأربع نقاط هي:
أ- أن يتصور الباحث ما يتوقع أنه حلاً فعلياً للمشكلة.
ب- أن يستمد من أسس نظرية وبراهين علمية يؤكدا جدوى اختبارها.
ج- أن تكون قابلة للاختبار، أي لا تكون من العمومية بحيث يستحيل التحقق منها.
ء- أن تكون مختصرة وواضحة.
5- أهداف البحث:
عندما يوضح الباحث أهداف بحثه فأنه يجيب بذلك على سؤال [لماذا] يجري
البحث؟ ويُعتبَر تحديد أهداف البحث في بداية العملية البحثية ضرورية جداً.
فبعد أن حدد [ماذا] بالخطوات السابقة، يتعين عليه أن يكمل توضيحه بـ
[لماذا] وأهداف البحث هي التي تعكس مدى الإضافة إلى ما هو معلوم ، و إسهام
البحث في تقويم حلول علمية مبرهنة للمشكلة المدروسة.
ويجب أن تكون أهداف البحث:
- محددة يمكن قياس مدى تحقيقها.
- دقيقة، وثيقة الصلة في ارتباطها بمشكلة البحث.
- قابلة للتحقيق في ضوء الوقت و الجهد المخصصين للبحث.
6- حدود البحث:-
ليس هناك حد فاصل بشكل قطعي للمشكلات البحثية في العلوم السلوكية، فقد
تكون المشكلة الواحدة ذات امتداد موضوعي أو زمني، أو مكاني بالمشكلات
الأخرى.
وهذا الامتداد له أثره على الباحث أو القارئ معاً فالباحث يتردد كثيراً في بداية بحثه في الإجابة على مثل الأسئلة التالية:
- هل هذا الجانب يدخل في موضوع البحث أم لا؟
- هل البحث يغطي هذه المدة أو يجب أن يغطي أكثر منها أو أقل؟
- هل من المفروض أن أقصر البحث على هذه المدينة فقط أم من الأولى أن يطبق في المنطقة كاملة؟
وحتى يقطع الباحث الشك باليقين يتعيّن عليه أن يبيّن الحدود التالية لبحثه إن كان يتطلب تحديداً
* الحدود الموضوعية: أي الجوانب التي يتضمنها البحث.
* الحدود الزمانية: أي المدة التي يغطيها البحث.
* الحدود المكانية: أي المجال المكاني للبحث سواء كان قرية أو مدينة أو دولة ....
وتوضيح حدود البحث ليس لمجرد حصر جهد الباحث في مجالات موضوعية أو مكانية
أو زمنية دون غيرها، وإنما أيضاً ليتضح مدى إمكانية تعميم نتائج البحث
وتطبيقها. وإيراد السبب في الاقتصار على مدة زمنية معينة، أو مكان محدد،
أو جانب معين أمر مرغوب فيه حتى لا يتبادر إلى ذهن القارئ أن السبب مجرد
إنجاز البحث في أقصر مدة، أو أصغر مكان، أو أخصر مجال .
<<
_______________
7- مصطلحات البحث:
تأتي أهمية هذه الخطوة من أهمية الالتقاء بين الباحث و القارئ معاص على
مدلول واحد للمصطلح المتكرر في البحث. فالباحث و القارئ بحاجة ماسة
للاتفاق على المدلول الذي عناه الباحث للمصطلحات المهمة في بحثه التي
تتكون منها مشكلة البحث حتى لا تفسر من قبل القارئ بمدلول مختلف.
كما تأتي أهمية ذكر المصطلحات وتعريفاتها الإجرائية من كثرة المدلولات
المحتملة للمصطلح الواحد نتيجة لعدم اتفاق العلماء المعنيين على مدلول
واحد، وكذلك نتيجة لاختلاف القرائن الدالة على معنىً دون غيره.
انطلاقا من هذا يتعين على الباحث أن يحدد مفاهيم أهم المصطلحات التي تكرر
في بحثه بالمدلول الإجرائي الذي يعينه فيه مراعياً في ذلك المدلول اللفظي
الصحيح للمصطلح، ويساعد تعريف المصطلحات في وضع إطار مرجعي يستخدمه الباحث
في التعامل مع المشكلة الخاصة بالبحث.
8- الإطار النظري والدراسات السابقة:
فالإطار النظري هو الخلفية العلمية النظرية التي يحتاج غليها الباحث للعلم
بها ليستطيع بالتالي أن يعد بحثاً علمياً له أهدافه وفرضياته العلمية يكون
لتحقيقها أثر في البناء المعرفي.
أما مصطلح الدراسات السابقة يراد بها مرجعة الدراسات السابقة التي تناولت
الموضوع أو بعض جوانبه حتى يتسنى للباحث أن يبدأ من حيث ما انتهى منه
غيره، وأن يوضح مدى الاختلاف و التشابه بين دراسته وبين ما سبقها من
دراسات.
* فالهدف الرئيسي يكمن في التأكد من أنه لن يبحث مشكلة تم بحثها من قبل.
* أما الهدف الفرعي الذي يتحقق بمراجعة الدراسات السابقة فقد تم تحديدها بخمسة أهداف
- تحديد مشكلة البحث.
- التطرق على جوانب لم يتم التطرق لها من قبل.
- التبصر في طرق البحث.
- تجنب النمطية في البحوث.
- الاستفادة من توصيات الباحث.
9- إجراءات البحث:
بعد أن يختار الباحث المشكلة ويصيغها ويراجع الدراسات السابقة ذات الصلة
بها، يحدد في هذه الخطوة الكيفية الإجرائية لبحثها، حيث يوضح هذا الجزء من
المخطط الطريقة التي سوف يجيب بها الباحث عن أسئلة الدراسة، أو يختبر فيها
فرضياتها. ويلزم عرض هذه الطريق بشكل تفصيلي، وتمثل طريقة الدراسة في
تفصيلاتها عقداً بين الباحث وبين اللجنة التي تشرف على البحث أو المؤسسة
التي تموّله.
وتتضمن طريقة البحث وإجرائته تحديداً لمجتمع الدراسة الذي يلزم تعميم
نتائج الدراسة، وتحديد تصميم الدراسة بالمتغيرات المستقلة و المتغيرات
التابعة، وتحديداً أيضاً إجراءات جمع البيانات باستعمال أدوات و مقاييس و
اختبارات معينة، ويلزم هنا وصف الأدوات المستعملة وكيفية تطويرها ومعايير
الصدق و الثبات التي تتصف بها، وطريقة تفريغ البيانات الناتجة عن
استعمالها، ويجب أن تتضمن الطريقة التي يخطط الباحث لاستعمالها في تنظيم
البيانات و المعالجات الإحصائية المستعملة، ومستوى الدلالة المستخدمة في
البحث.
10- المراجع:
تعد قائمة المراجع عنصراً ضرورياً في مخطط البحث، ويلزم أن تتضمن هذه
القائمة على الأقل المراجع التي قادت الباحث إلى اختيار مشكلته، و المراجع
الضرورية لفهم هذه المشكلة و المراجع ذات العلاقة المباشرة بها.
__________________
___