المقدمة
تعد ظاهرة التنشئة الاجتماعية من الظواهر القديمة والمستمرة في المجتمع البشري بوجه عام؛ فلا يخلو منها مجتمع مهما بلغت درجة بساطته أو تعقده ومهما كانت رتبته في السلم الحضاري؛ حيث تحرص الجماعات الإنسانية عامة على ترسيخ قيمها ونقل معاييرها وأطرها الثقافية من جيل الآباء إلى جيل الأبناء وتسلك في ذلك مسالك عدة تتشابه وتختلف في بعض جوانبها.
وقد تصادف المجتمعات والجماعات الإنسانية بعض المشكلات في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي من أهدافها في عملية التطبيع والتنشئة الاجتماعية لأجيالها في كل زمان ومكان، ولكن مشكلات التنشئة الاجتماعية في هذا العصر بدت أكثر صعوبة وأشد تعقيدا ؛ ما حدا بالسَّاسة والمربين والمصلحين على كافة المستويات أن يجدوا في البحث عن مخرج لتلك الأزمة التربوية الاجتماعية ذات العلاقة بكثير من جوانب الحياة الدينية والأمنية والاقتصادية وغيرها.
والمجتمع السعودي كواحد من المجتمعات التي دخلت مرحلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهبَّت عليه رياح التغير الاجتماعي والثقافي منذ أربعة عقود تقريبًا، فضلاً عن خصوصيته الدينية والثقافية؛ أصبح يعاني من مشكلات التوجيه والتنشئة الاجتماعية في محاولة للحفاظ على المبادئ السامية والاستفادة من معطيات التقدم العلمي والتطور التقني في كافة المجالات الحياتية.
ولذا فقد برزت الحاجة إلى دراسة المشكلات التربوية والاجتماعية في محاولة لتصحيح المسار وتفادي الانحراف ومعالجة الأخطاء؛ لبناء الخطط الإصلاحية على أسس معرفية صحيحة للواقع المعاش والمستقبل المأمول.
ومن هنا تأتي هذه الدراسة المتواضعة لموضوع " التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي ـ المظاهر والأساليب " كإحدى المحاولات الأولى في هذا السياق والتي نأمل أن تتلوها محاولات أكثر شمولاً وعمقًا لهذا الموضوع الحيوي والمهم الذي يرتبط بشباب الأمة الذين يؤمل منهم أن يكونوا ، بعد عون الله تعالى ، أساس نهضة مجتمعهم وسبب رقيه لا معاول هدمه وأسس خرابه.
وقد قسمت الدراسة إلى مبحثين رئيسين هما:
المبحث الأول: وهو عبارة عن مدخل نظري يتضمن الحديث عن مشكلة البحث وأهدافه و المفاهيم الرئيسة في الدراسة ومن ثم الحديث عن أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية وأساليبها . وختم هذا البحث بالحديث عن المنظور الإسلامي للتنشئة الاجتماعية كمدخل للبحث في واقعها في المجتمع السعودي.
أما البحث الثاني: فكان عن التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي . وقد تضمن قسمين:
1 - التنشئة الاجتماعية وطبيعية المجتمع السعودي.
2- التنشئة الاجتماعية من خلال الدراسات الميدانية السعودية، والذي تضمن عرضًا لأهم ما توصلت إليه الدراسات الميدانية السعودية في مجال التنشئة الاجتماعية وكذا في مجال الضبط الاجتماعي باعتباره وجهًا من وجه التنشئة الاجتماعية، وأيضا بعضا من الدراسات التي تناولت التشرد وانحراف الأحداث أو تعاطي المخدرات في علاقتها بأسلوب الأسرة في تعاملها مع الأبناء. وختمت الدراسة ببعض ما استخلصه الباحث من نتائج وما يراه من توصيات.
تنبع أهمية هذه الدراسة من موضوعها " التنشئة الاجتماعية " الذي لا يكاد ينفك عن كثير من المشكلات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي يعيشها أي مجتمع في أي مرحلة من مراحل تاريخه. حيث من خلال التنشئة الاجتماعية تتم عملية نقل القيم والمعايير التي يرغب المجتمع في غرسها في نفوس أبنائه، للحفاظ على كيانه والتصدي لما يعترضه من مشكلات.
وبالنسبة للمجتمع السعودي، فإن الأمر يبدو أكثر أهمية في تلك الفترة المتغيرة من تاريخه والتي شهدت الانفتاح على الثقافات العالمية والتماس مع المشكلات العلمية أيضا، في هذه الفترة التي زادت فيها درجة التحضر والتعقيد في الأنساق الاجتماعية في ذلك المجتمع المسلم العربي التقليدي البسيط الذي كان قائمًا على العلاقات المباشرة والنسق القرابي والقبلي منذ قرون، فقد أصبحت عملية التنشئة الاجتماعية أمرًا أكثر صعوبة وتعقيدًا وأصبحت محفوفة بالكثير من المخاطر والمشكلات، وذلك لتعدد وتنوع المؤسسات التي بدأت تؤدي دورًا في هذه العملية التربوية الاجتماعية، وأصبحت المؤسسات العصرية تنازع تلك المؤسسات التقليدية للتنشئة (مثل الأسرة والمسجد وحتى المدرسة) في عمليات التنشئة الاجتماعية والسياسية وما تتضمنه من غرس القيم وتنمية الاتجاهات وتحديد الولاءات المختلفة للناشئة في المجتمع؛ ما يمهد لبروز نوع من التناقض وأحيانًا الصراع بين ما يتلقاه النشء عبر هذه المؤسسات المختلفة بكافة أنواعها وعلى اختلاف الأساليب التي تسلكها في غرس ما تريد في نفوس الشباب ، ذكورًا وإناثًا.
وحيث إن أولى خطوات العلاج لأية مشكلة، الاعتراف بوجودها أصلاً ثم محاولة التعرف على كنهها وطبيعتها والعوامل التي كانت وراء وجودها أو زيادة حدتها، ومن ثم التخطيط لعلاجها؛ فإن دراستنا هذه لموضوع التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي تعد من الخطوات الأولى التي تتلو الشعور بوجود مشكلة ما تتعلق بالتنشئة الاجتماعية والتربية الوطنية في هذا المجتمع؛ بهدف إثارة الاهتمام بها وحفز الهمم لإجراء المزيد من الدراسات الميدانية الجادة والشاملة لهذا الموضوع على المستويات كافة، ومن ثم محاولة اقتراح أنسب الوسائل وأنجح الطرق للتخطيط لتنشئة اجتماعية وتربية وطنية سليمة، تتعاضد فيها جميع مؤسسات المجتمع وتقوم على أسس من القيم والمبادئ الإسلامية ، مراعية ظروف الزمان والمكان ، مما يقلل من احتمال بزوغ الكثير من مشكلات الصراع والتفكك الاجتماعي وضعف الولاء وتشتت الانتماءات لأبناء هذا المجتمع.
أهداف البحث 1 - تهدف هذه الدراسة بوجه عام إلى محاولة التعرّف على طبيعة التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي من خلال المعطيات المتوافرة من الدراسات الميدانية التي أجريت في هذا المجتمع.
2- التعّرف على نظرة الإسلام لعملية التنشئة الاجتماعية باعتباره مصدر القيم في هذا المجتمع.
3- محاولة التعّرف على أهم أساليب التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي وأيها الأكثر استخدامًا لدى الناس.
4- التعرف على بعض العوامل المؤثرة في طبيعة التنشئة الاجتماعية وأساليبها لدى السعوديين، من خلال الدراسات الميدانية المتاحة.
5- محاولة الخروج ببعض التوصيات، بناء على ما تسفر عنه الدراسة من نتائج، للإسهام في دفع الاستراتيجية التربوية في هذه البلاد إلى الأمام قدمًا بتعزيز الإيجابيات و معالجة السلبيات من خلال المعرفة الحقيقية والتقويم الموضوعي للواقع المعاش على المستويات المختلفة.
ثانيا : التنشئة الاجتماعية من خلال الدراسات الميدانية السعودية :
بالرجوع إلى التراث العلمي المتعلق بظاهرة التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي، وخاصة الدراسات الميدانية ، وجدنا أن هناك عددا من البحوث والدراسات القليلة التي عنيت بهذا الموضوع، ولكن كلا منها قد ركز على جانب واحد من جوانب تلك العملية الاجتماعية أو حاول ربطها بمشكلة أو ظاهرة معينة كما أن كل واحدة من هذه الدراسات تناولت عينية بسيطة لا يمكن أن يعتمد على ما أخذ منها من بيانات في وصف الظاهرة بشكل عام في المجتمع السعودي بأسره ، كما أن هذه الدراسات أيضًا تم إجراؤها في فترات مختلفة، وأغلبها ركز على البيئات الحضريات وخاصة مدينة الرياض.
كل هذا جعل الباحث في موقف حرج عند ما يريد أن يصف الظاهرة موضوع الدراسة، وهو يطمح أن يتحدث عن التنشئة الاجتماعية في البيئة السعودية، تلك البيئة التي سبق وصفها بالتنوع الجغرافي والتباعد المكاني والتدرج الحضري. ولكن طلبًا للموضوعية ومحاولة للاعتماد على معلومات موثقة؛ حاول الباحث أن تكون مادة دراسته من تلك البحوث الميدانية المتوافرة وخاصة رسائل الماجستير والدكتوراه وبعض الأبحاث التي قام بها أساتذة جامعيون أو مراكز البحوث المعتمدة وبعض الوزارات ،مثل: وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وقد حاول الباحث هنا التركيز على الحاضر ووصف الوضع الراهن للظاهرة وترك الخلفية التاريخية ، رغم أن بعض الباحثين قد حاول عقد المقارنة بين الماضي والحاضر فيما يتعلق بطريقة السعوديين في معاملة أبنائهم.
وقد حاول الباحث الحديث عن طبيعة وأساليب التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي ـ كما وصفتها الدراسات الميدانية ـ من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث المختلفة سواء تلك الدراسات التي تحدثت عن عملية التنشئة الاجتماعية بطريقة مباشرة أو الأبحاث التي تناولت بعض العمليات المتصلة بها مثل الضبط الاجتماعي، أو الأبحاث التي تناولت ظواهر ذات علاقة بعملية التنشئة الاجتماعية مثل ظواهر الانحراف والتشرد وإدمان المخدرات كآثار للتنشئة غير السوية .
بناءً على ما سبق؛ فإنه يمكن القول: إن مجموع هذه الدراسات التي تناولت قضية التنشئة الاجتماعية والمعاملة الوالدية، أو دراسات الضبط الاجتماعي الذي يمثل الوجه الأخر للتنشئة، أو تلك الدارسات التي تناولت عينات من المتسولين والجانحين ومدمني المخدرات ، وعرضت لأسلوب التنشئة الذي يتلقونه كأحد المؤشرات أو العوامل التي أدت بهم أن يسلكوا هذه السبل غير المقبولة في المجتمع. نقول: إن كل هذه الدراسات في مجموعها تفيد في إعطاء مؤشرات لنوعية التنشئة وبعض الأساليب الغالب استخدامها من قبل بعض الفئات الاجتماعية في بعض البيئات في المجتمع السعودي ولكنها لا تصور لنا حقيقة التنشئة الاجتماعية التي تتفاوت بتفاوت الأوضاع الاقتصادية والثقافية والحضرية في هذا المجتمع الكبير الذي ـ كما أسلفنا ـ هو مجتمع واحد ذو هوية واحدة ولكنه مجتمع متنوع من حيث الظروف والأوضاع؛ نظرًا لاتساع الرقعة الجغرافية التي يعيش عليها واختلافها في كثير من الظروف ـ كما سبق بيانه ـ ولم نجد من بين تلك الدراسات مثلا دراسة واحدة أخذت عينات ممثلة تمثيلاً حقيقيًا للمجتمع السعودي ، وذلك في الغالب راجع لظروف وإمكانيات الباحثين الذين قاموا بها سواء الإمكانيات المادية أو الفنية والعلمية .
ثم إن غالب الدراسات التي تناولت التنشئة الاجتماعية ركزت على مؤسسة واحدة فقط من مؤسساتها وهي الأسرة . برغم أن هناك العديد من المؤسسات الفاعلة في مجال التنشئة الاجتماعية كما سبق بيانه ذ وإن كانت الأسرة هي المؤسسة الأولى والأكثر فاعلية وأثرا في مراحل الطفولة الأولى . صحيح أن هناك دراسات تناولت وسائل الإعلام أو المدرسة أو غيرها ولكن الدراسات التي اعتنت بالتنشئة الاجتماعية لم تول هذه كمؤسسات عناية كبيرة كمؤسسات تربوية أو ذات أثر تربوي.
أهم نتائج البحث من خلال ما توافر من البحوث والدراسات حول قضية التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي والعمليات المتصلة بها، سواء تلك الدراسات التي عرضنا لنماذج من معطياتها أم تلك التي تركنا الإشارة إليها طلبًا للاختصار؛ فإنه يمكن استخلاص بعض النقاط التي يمكن من خلالها معرفة شيء عن واقع ظاهرة التنشئة الاجتماعية وأساليبها ومؤسساتها في هذا المجتمع ، وذلك على النحو التالي:
1 - أن التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي تمرّ بأزمة حقيقية خلَّفتها ظروف التغير الاجتماعي والاقتصادي والانفتاح على الثقافات العالمية بتسارع التقدم التقني في مجال الإعلام والاتصال؛ حيث لم تعد المؤسسات التقليدية للتنشئة (الأسرة ، المسجد ، المدرسة) وحدها هي التي تسيطر على نقل المعايير والقيم وتنمية الاتجاهات لدى الشباب في المجتمع.
2 - أن هناك نوع من التناقض و التضادّ بدا يظهر بين ما تقدمه بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية، الرسمية وغير الرسمية؛ما ينذر بخطر نشوء تيارات ثقافية وأيديولوجية مختلفة تحمل مبادئ وقيمًا متناقضة قد تكون عاملاً في التفكك الاجتماعي وتشتت الولاءات لدى الأجيال المقبلة.
3 - أن الأسرة - رغم ما سبق ذكره - و مع ما تعرضت له من عوامل التغير الاجتماعي والاقتصادي، ما تزال تؤدي دورًا مهمًا وكبيرًا في عملية التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي قي المجتمع السعودي، حيث أثبتت مجموعة من الدراسات قوة العلاقة بين طبيعة وظروف الأسرة في هذا المجتمع وبين نوعية الأساليب المستخدمة في عملية التنشئة، كما أثبتت دراسات أخرى أن ثمة علاقة بين طبيعة وظروف الأسرة وبين مستوى الضبط الاجتماعي لدى الأبناء، وفي المقابل أشارت دراسات التشرد والانحراف وتعاطي المخدرات إلى أن العلاقة قوية بين طبيعة و ظروف الأسرة وأساليبها التربوية وبين انحراف الأبناء أو استقامتهم.
4- باعتبار المدرسة واحدة من أهم المؤسسات الرسمية للتنشئة الاجتماعية واضبط الاجتماعي أيضا، فقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة قوية بين نوعية المدرسة التي ينتمي إليها الطلاب وبين قوة التزامهم بالقيم والمعايير المقبولة اجتماعيًا والتي تمثلت في ارتفاع مستوى الضبط الاجتماعي لدى طلاب المعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم عن غيرهم من طلاب المدارس الأخرى، وفي المقابل يتدنى مستوى الضبط الاجتماعي لدى أبناء مدرستي دار التوجيه ودار الملاحظة بفارق كبير عن بقية المدارس.
5- وأخيرًا ، فقد تبين للباحث أن موضوع التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي لم ينل ما يستحقه من الاهتمام على المستوى المعرفي والبحثي، وأن كل ما هو متوفر من الدراسات، في الغالب ، عبارة عن جهود فردية بسيطة اجتهد أصحابها ما وسعهم الجهد أن يقدموا شيئًا عن بعض جوانب الظاهرة من خلال دراسة عينات لا يمكن اعتبارها ممثلة للمجتمع السعودي بكل شرائحه الاجتماعية و مختلف بيئاته الجغرافية والحضرية.
التوصيات بناء على ما سبق ذكره من نتائج ،وبناء على استقراء الباحث للظاهرة موضوع الدراسة؛ فقد خرج الباحث ببعض التوصيات التي يأمل أن تكون لها أو لبعضها فائدة في مجال التخطيط لاستراتيجية وطنية للتنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي على النحو التالي:
1 - يوصي الباحث بضرورة مراعاة القيم والمبادئ الإسلامية و الاهتمام بجعلها منطلقًا لكل ما يقدم للناشئة من برامج وما ينشأ لخدمتهم ورعايتهم من مؤسسات، في المجالات كافة: التعليمية والاجتماعية والترويحية وعيرها.
2 - أهمية العمل على تحقيق التكامل بين مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة وخاصة الرسمية منها، لتفادي التناقض في الأهداف والمضمون فيما تقدمه للناشئة في المجتمع . وذلك بالتنسيق والتخطيط الجيد على المستويات العليا.
3 - مراعاة الواقعية والبعد عن المثالية فيما يراد غرسه في نفوس الشباب وحثهم عليه؛ ليكون ذلك أدعى لقبولهم له، وكذا التخلي عن الأسلوب العاطفي في التأثير والإقناع ، واعتماد الحوار والمصارحة والأسلوب القائم على الفكر والعقل وليس على مجرد الرغبة في التأثير . وهذا لابد أن يوجد على كافة المستويات في التعليم والإعلام وغيرها.
4 - العناية بالأسرة - كمؤسسة اجتماعية تربوية - عن طريق مراكز للخدمة الاجتماعية تنشأ في الأحياء وخاصة الفقيرة منها للتعرف على مشكلاتها والعمل على مساعدتها في تخطي ما يعترضها من عقبات.
5 - الابتعاد عن أساليب القسوة والإفراط في المعاقبة داخل المدارس ، وخاصة المراحل الأولى؛ حيث إن ذلك عامل من عوامل النفور من المدرسة ومقاومة نفوذها. والعمل على جذب الطلاب وتحبيبهم في الجو المدرسي، ما يجعل الاستفادة مما تقدمه المدرسة أكبر.
6 - يوصي الباحث بالعناية بدعم الأبحاث والدراسات في مجال التنشئة الاجتماعية والمشكلات المتعلقة بها على كافة المستويات، وأن يتم تبني دراسة كبرى عن التنشئة الاجتماعية في مجتمع المملكة العربية السعودية تأخذ عيناتها من كل البيئات الحضرية والريفية والبدوية في مناطق المملكة المختلفة؛ لتكون نتائجها منطلقًا للتخطيط الاستراتيجي للتربية الوطنية وبرامج التوجيه والرعاية الخاصة بالشباب ذكورًا وإناثًا.
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/center/studies/6571.html#ixzz1nsGTvGIe
تعد ظاهرة التنشئة الاجتماعية من الظواهر القديمة والمستمرة في المجتمع البشري بوجه عام؛ فلا يخلو منها مجتمع مهما بلغت درجة بساطته أو تعقده ومهما كانت رتبته في السلم الحضاري؛ حيث تحرص الجماعات الإنسانية عامة على ترسيخ قيمها ونقل معاييرها وأطرها الثقافية من جيل الآباء إلى جيل الأبناء وتسلك في ذلك مسالك عدة تتشابه وتختلف في بعض جوانبها.
وقد تصادف المجتمعات والجماعات الإنسانية بعض المشكلات في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي من أهدافها في عملية التطبيع والتنشئة الاجتماعية لأجيالها في كل زمان ومكان، ولكن مشكلات التنشئة الاجتماعية في هذا العصر بدت أكثر صعوبة وأشد تعقيدا ؛ ما حدا بالسَّاسة والمربين والمصلحين على كافة المستويات أن يجدوا في البحث عن مخرج لتلك الأزمة التربوية الاجتماعية ذات العلاقة بكثير من جوانب الحياة الدينية والأمنية والاقتصادية وغيرها.
والمجتمع السعودي كواحد من المجتمعات التي دخلت مرحلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهبَّت عليه رياح التغير الاجتماعي والثقافي منذ أربعة عقود تقريبًا، فضلاً عن خصوصيته الدينية والثقافية؛ أصبح يعاني من مشكلات التوجيه والتنشئة الاجتماعية في محاولة للحفاظ على المبادئ السامية والاستفادة من معطيات التقدم العلمي والتطور التقني في كافة المجالات الحياتية.
ولذا فقد برزت الحاجة إلى دراسة المشكلات التربوية والاجتماعية في محاولة لتصحيح المسار وتفادي الانحراف ومعالجة الأخطاء؛ لبناء الخطط الإصلاحية على أسس معرفية صحيحة للواقع المعاش والمستقبل المأمول.
ومن هنا تأتي هذه الدراسة المتواضعة لموضوع " التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي ـ المظاهر والأساليب " كإحدى المحاولات الأولى في هذا السياق والتي نأمل أن تتلوها محاولات أكثر شمولاً وعمقًا لهذا الموضوع الحيوي والمهم الذي يرتبط بشباب الأمة الذين يؤمل منهم أن يكونوا ، بعد عون الله تعالى ، أساس نهضة مجتمعهم وسبب رقيه لا معاول هدمه وأسس خرابه.
وقد قسمت الدراسة إلى مبحثين رئيسين هما:
المبحث الأول: وهو عبارة عن مدخل نظري يتضمن الحديث عن مشكلة البحث وأهدافه و المفاهيم الرئيسة في الدراسة ومن ثم الحديث عن أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية وأساليبها . وختم هذا البحث بالحديث عن المنظور الإسلامي للتنشئة الاجتماعية كمدخل للبحث في واقعها في المجتمع السعودي.
أما البحث الثاني: فكان عن التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي . وقد تضمن قسمين:
1 - التنشئة الاجتماعية وطبيعية المجتمع السعودي.
2- التنشئة الاجتماعية من خلال الدراسات الميدانية السعودية، والذي تضمن عرضًا لأهم ما توصلت إليه الدراسات الميدانية السعودية في مجال التنشئة الاجتماعية وكذا في مجال الضبط الاجتماعي باعتباره وجهًا من وجه التنشئة الاجتماعية، وأيضا بعضا من الدراسات التي تناولت التشرد وانحراف الأحداث أو تعاطي المخدرات في علاقتها بأسلوب الأسرة في تعاملها مع الأبناء. وختمت الدراسة ببعض ما استخلصه الباحث من نتائج وما يراه من توصيات.
تنبع أهمية هذه الدراسة من موضوعها " التنشئة الاجتماعية " الذي لا يكاد ينفك عن كثير من المشكلات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي يعيشها أي مجتمع في أي مرحلة من مراحل تاريخه. حيث من خلال التنشئة الاجتماعية تتم عملية نقل القيم والمعايير التي يرغب المجتمع في غرسها في نفوس أبنائه، للحفاظ على كيانه والتصدي لما يعترضه من مشكلات.
وبالنسبة للمجتمع السعودي، فإن الأمر يبدو أكثر أهمية في تلك الفترة المتغيرة من تاريخه والتي شهدت الانفتاح على الثقافات العالمية والتماس مع المشكلات العلمية أيضا، في هذه الفترة التي زادت فيها درجة التحضر والتعقيد في الأنساق الاجتماعية في ذلك المجتمع المسلم العربي التقليدي البسيط الذي كان قائمًا على العلاقات المباشرة والنسق القرابي والقبلي منذ قرون، فقد أصبحت عملية التنشئة الاجتماعية أمرًا أكثر صعوبة وتعقيدًا وأصبحت محفوفة بالكثير من المخاطر والمشكلات، وذلك لتعدد وتنوع المؤسسات التي بدأت تؤدي دورًا في هذه العملية التربوية الاجتماعية، وأصبحت المؤسسات العصرية تنازع تلك المؤسسات التقليدية للتنشئة (مثل الأسرة والمسجد وحتى المدرسة) في عمليات التنشئة الاجتماعية والسياسية وما تتضمنه من غرس القيم وتنمية الاتجاهات وتحديد الولاءات المختلفة للناشئة في المجتمع؛ ما يمهد لبروز نوع من التناقض وأحيانًا الصراع بين ما يتلقاه النشء عبر هذه المؤسسات المختلفة بكافة أنواعها وعلى اختلاف الأساليب التي تسلكها في غرس ما تريد في نفوس الشباب ، ذكورًا وإناثًا.
وحيث إن أولى خطوات العلاج لأية مشكلة، الاعتراف بوجودها أصلاً ثم محاولة التعرف على كنهها وطبيعتها والعوامل التي كانت وراء وجودها أو زيادة حدتها، ومن ثم التخطيط لعلاجها؛ فإن دراستنا هذه لموضوع التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي تعد من الخطوات الأولى التي تتلو الشعور بوجود مشكلة ما تتعلق بالتنشئة الاجتماعية والتربية الوطنية في هذا المجتمع؛ بهدف إثارة الاهتمام بها وحفز الهمم لإجراء المزيد من الدراسات الميدانية الجادة والشاملة لهذا الموضوع على المستويات كافة، ومن ثم محاولة اقتراح أنسب الوسائل وأنجح الطرق للتخطيط لتنشئة اجتماعية وتربية وطنية سليمة، تتعاضد فيها جميع مؤسسات المجتمع وتقوم على أسس من القيم والمبادئ الإسلامية ، مراعية ظروف الزمان والمكان ، مما يقلل من احتمال بزوغ الكثير من مشكلات الصراع والتفكك الاجتماعي وضعف الولاء وتشتت الانتماءات لأبناء هذا المجتمع.
أهداف البحث 1 - تهدف هذه الدراسة بوجه عام إلى محاولة التعرّف على طبيعة التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي من خلال المعطيات المتوافرة من الدراسات الميدانية التي أجريت في هذا المجتمع.
2- التعّرف على نظرة الإسلام لعملية التنشئة الاجتماعية باعتباره مصدر القيم في هذا المجتمع.
3- محاولة التعّرف على أهم أساليب التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي وأيها الأكثر استخدامًا لدى الناس.
4- التعرف على بعض العوامل المؤثرة في طبيعة التنشئة الاجتماعية وأساليبها لدى السعوديين، من خلال الدراسات الميدانية المتاحة.
5- محاولة الخروج ببعض التوصيات، بناء على ما تسفر عنه الدراسة من نتائج، للإسهام في دفع الاستراتيجية التربوية في هذه البلاد إلى الأمام قدمًا بتعزيز الإيجابيات و معالجة السلبيات من خلال المعرفة الحقيقية والتقويم الموضوعي للواقع المعاش على المستويات المختلفة.
ثانيا : التنشئة الاجتماعية من خلال الدراسات الميدانية السعودية :
بالرجوع إلى التراث العلمي المتعلق بظاهرة التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي، وخاصة الدراسات الميدانية ، وجدنا أن هناك عددا من البحوث والدراسات القليلة التي عنيت بهذا الموضوع، ولكن كلا منها قد ركز على جانب واحد من جوانب تلك العملية الاجتماعية أو حاول ربطها بمشكلة أو ظاهرة معينة كما أن كل واحدة من هذه الدراسات تناولت عينية بسيطة لا يمكن أن يعتمد على ما أخذ منها من بيانات في وصف الظاهرة بشكل عام في المجتمع السعودي بأسره ، كما أن هذه الدراسات أيضًا تم إجراؤها في فترات مختلفة، وأغلبها ركز على البيئات الحضريات وخاصة مدينة الرياض.
كل هذا جعل الباحث في موقف حرج عند ما يريد أن يصف الظاهرة موضوع الدراسة، وهو يطمح أن يتحدث عن التنشئة الاجتماعية في البيئة السعودية، تلك البيئة التي سبق وصفها بالتنوع الجغرافي والتباعد المكاني والتدرج الحضري. ولكن طلبًا للموضوعية ومحاولة للاعتماد على معلومات موثقة؛ حاول الباحث أن تكون مادة دراسته من تلك البحوث الميدانية المتوافرة وخاصة رسائل الماجستير والدكتوراه وبعض الأبحاث التي قام بها أساتذة جامعيون أو مراكز البحوث المعتمدة وبعض الوزارات ،مثل: وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وقد حاول الباحث هنا التركيز على الحاضر ووصف الوضع الراهن للظاهرة وترك الخلفية التاريخية ، رغم أن بعض الباحثين قد حاول عقد المقارنة بين الماضي والحاضر فيما يتعلق بطريقة السعوديين في معاملة أبنائهم.
وقد حاول الباحث الحديث عن طبيعة وأساليب التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي ـ كما وصفتها الدراسات الميدانية ـ من خلال مجموعة من الدراسات والأبحاث المختلفة سواء تلك الدراسات التي تحدثت عن عملية التنشئة الاجتماعية بطريقة مباشرة أو الأبحاث التي تناولت بعض العمليات المتصلة بها مثل الضبط الاجتماعي، أو الأبحاث التي تناولت ظواهر ذات علاقة بعملية التنشئة الاجتماعية مثل ظواهر الانحراف والتشرد وإدمان المخدرات كآثار للتنشئة غير السوية .
بناءً على ما سبق؛ فإنه يمكن القول: إن مجموع هذه الدراسات التي تناولت قضية التنشئة الاجتماعية والمعاملة الوالدية، أو دراسات الضبط الاجتماعي الذي يمثل الوجه الأخر للتنشئة، أو تلك الدارسات التي تناولت عينات من المتسولين والجانحين ومدمني المخدرات ، وعرضت لأسلوب التنشئة الذي يتلقونه كأحد المؤشرات أو العوامل التي أدت بهم أن يسلكوا هذه السبل غير المقبولة في المجتمع. نقول: إن كل هذه الدراسات في مجموعها تفيد في إعطاء مؤشرات لنوعية التنشئة وبعض الأساليب الغالب استخدامها من قبل بعض الفئات الاجتماعية في بعض البيئات في المجتمع السعودي ولكنها لا تصور لنا حقيقة التنشئة الاجتماعية التي تتفاوت بتفاوت الأوضاع الاقتصادية والثقافية والحضرية في هذا المجتمع الكبير الذي ـ كما أسلفنا ـ هو مجتمع واحد ذو هوية واحدة ولكنه مجتمع متنوع من حيث الظروف والأوضاع؛ نظرًا لاتساع الرقعة الجغرافية التي يعيش عليها واختلافها في كثير من الظروف ـ كما سبق بيانه ـ ولم نجد من بين تلك الدراسات مثلا دراسة واحدة أخذت عينات ممثلة تمثيلاً حقيقيًا للمجتمع السعودي ، وذلك في الغالب راجع لظروف وإمكانيات الباحثين الذين قاموا بها سواء الإمكانيات المادية أو الفنية والعلمية .
ثم إن غالب الدراسات التي تناولت التنشئة الاجتماعية ركزت على مؤسسة واحدة فقط من مؤسساتها وهي الأسرة . برغم أن هناك العديد من المؤسسات الفاعلة في مجال التنشئة الاجتماعية كما سبق بيانه ذ وإن كانت الأسرة هي المؤسسة الأولى والأكثر فاعلية وأثرا في مراحل الطفولة الأولى . صحيح أن هناك دراسات تناولت وسائل الإعلام أو المدرسة أو غيرها ولكن الدراسات التي اعتنت بالتنشئة الاجتماعية لم تول هذه كمؤسسات عناية كبيرة كمؤسسات تربوية أو ذات أثر تربوي.
أهم نتائج البحث من خلال ما توافر من البحوث والدراسات حول قضية التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي والعمليات المتصلة بها، سواء تلك الدراسات التي عرضنا لنماذج من معطياتها أم تلك التي تركنا الإشارة إليها طلبًا للاختصار؛ فإنه يمكن استخلاص بعض النقاط التي يمكن من خلالها معرفة شيء عن واقع ظاهرة التنشئة الاجتماعية وأساليبها ومؤسساتها في هذا المجتمع ، وذلك على النحو التالي:
1 - أن التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي تمرّ بأزمة حقيقية خلَّفتها ظروف التغير الاجتماعي والاقتصادي والانفتاح على الثقافات العالمية بتسارع التقدم التقني في مجال الإعلام والاتصال؛ حيث لم تعد المؤسسات التقليدية للتنشئة (الأسرة ، المسجد ، المدرسة) وحدها هي التي تسيطر على نقل المعايير والقيم وتنمية الاتجاهات لدى الشباب في المجتمع.
2 - أن هناك نوع من التناقض و التضادّ بدا يظهر بين ما تقدمه بعض مؤسسات التنشئة الاجتماعية، الرسمية وغير الرسمية؛ما ينذر بخطر نشوء تيارات ثقافية وأيديولوجية مختلفة تحمل مبادئ وقيمًا متناقضة قد تكون عاملاً في التفكك الاجتماعي وتشتت الولاءات لدى الأجيال المقبلة.
3 - أن الأسرة - رغم ما سبق ذكره - و مع ما تعرضت له من عوامل التغير الاجتماعي والاقتصادي، ما تزال تؤدي دورًا مهمًا وكبيرًا في عملية التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي قي المجتمع السعودي، حيث أثبتت مجموعة من الدراسات قوة العلاقة بين طبيعة وظروف الأسرة في هذا المجتمع وبين نوعية الأساليب المستخدمة في عملية التنشئة، كما أثبتت دراسات أخرى أن ثمة علاقة بين طبيعة وظروف الأسرة وبين مستوى الضبط الاجتماعي لدى الأبناء، وفي المقابل أشارت دراسات التشرد والانحراف وتعاطي المخدرات إلى أن العلاقة قوية بين طبيعة و ظروف الأسرة وأساليبها التربوية وبين انحراف الأبناء أو استقامتهم.
4- باعتبار المدرسة واحدة من أهم المؤسسات الرسمية للتنشئة الاجتماعية واضبط الاجتماعي أيضا، فقد أشارت بعض الدراسات إلى وجود علاقة قوية بين نوعية المدرسة التي ينتمي إليها الطلاب وبين قوة التزامهم بالقيم والمعايير المقبولة اجتماعيًا والتي تمثلت في ارتفاع مستوى الضبط الاجتماعي لدى طلاب المعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم عن غيرهم من طلاب المدارس الأخرى، وفي المقابل يتدنى مستوى الضبط الاجتماعي لدى أبناء مدرستي دار التوجيه ودار الملاحظة بفارق كبير عن بقية المدارس.
5- وأخيرًا ، فقد تبين للباحث أن موضوع التنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي لم ينل ما يستحقه من الاهتمام على المستوى المعرفي والبحثي، وأن كل ما هو متوفر من الدراسات، في الغالب ، عبارة عن جهود فردية بسيطة اجتهد أصحابها ما وسعهم الجهد أن يقدموا شيئًا عن بعض جوانب الظاهرة من خلال دراسة عينات لا يمكن اعتبارها ممثلة للمجتمع السعودي بكل شرائحه الاجتماعية و مختلف بيئاته الجغرافية والحضرية.
التوصيات بناء على ما سبق ذكره من نتائج ،وبناء على استقراء الباحث للظاهرة موضوع الدراسة؛ فقد خرج الباحث ببعض التوصيات التي يأمل أن تكون لها أو لبعضها فائدة في مجال التخطيط لاستراتيجية وطنية للتنشئة الاجتماعية في المجتمع السعودي على النحو التالي:
1 - يوصي الباحث بضرورة مراعاة القيم والمبادئ الإسلامية و الاهتمام بجعلها منطلقًا لكل ما يقدم للناشئة من برامج وما ينشأ لخدمتهم ورعايتهم من مؤسسات، في المجالات كافة: التعليمية والاجتماعية والترويحية وعيرها.
2 - أهمية العمل على تحقيق التكامل بين مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة وخاصة الرسمية منها، لتفادي التناقض في الأهداف والمضمون فيما تقدمه للناشئة في المجتمع . وذلك بالتنسيق والتخطيط الجيد على المستويات العليا.
3 - مراعاة الواقعية والبعد عن المثالية فيما يراد غرسه في نفوس الشباب وحثهم عليه؛ ليكون ذلك أدعى لقبولهم له، وكذا التخلي عن الأسلوب العاطفي في التأثير والإقناع ، واعتماد الحوار والمصارحة والأسلوب القائم على الفكر والعقل وليس على مجرد الرغبة في التأثير . وهذا لابد أن يوجد على كافة المستويات في التعليم والإعلام وغيرها.
4 - العناية بالأسرة - كمؤسسة اجتماعية تربوية - عن طريق مراكز للخدمة الاجتماعية تنشأ في الأحياء وخاصة الفقيرة منها للتعرف على مشكلاتها والعمل على مساعدتها في تخطي ما يعترضها من عقبات.
5 - الابتعاد عن أساليب القسوة والإفراط في المعاقبة داخل المدارس ، وخاصة المراحل الأولى؛ حيث إن ذلك عامل من عوامل النفور من المدرسة ومقاومة نفوذها. والعمل على جذب الطلاب وتحبيبهم في الجو المدرسي، ما يجعل الاستفادة مما تقدمه المدرسة أكبر.
6 - يوصي الباحث بالعناية بدعم الأبحاث والدراسات في مجال التنشئة الاجتماعية والمشكلات المتعلقة بها على كافة المستويات، وأن يتم تبني دراسة كبرى عن التنشئة الاجتماعية في مجتمع المملكة العربية السعودية تأخذ عيناتها من كل البيئات الحضرية والريفية والبدوية في مناطق المملكة المختلفة؛ لتكون نتائجها منطلقًا للتخطيط الاستراتيجي للتربية الوطنية وبرامج التوجيه والرعاية الخاصة بالشباب ذكورًا وإناثًا.
رابط الموضوع : http://www.assakina.com/center/studies/6571.html#ixzz1nsGTvGIe