أهم خصائص التربية الإسلامية
1. تربية إيمانية : أولى خصائص التربية الإسلامية هي أنها تربية إيمانية تهدف إلى تكوين الإنسان المؤمن الذي يوحد الله تعالى، ويراقبه في سره وعلانيته، ويسارع في الخيرات، لذلك تبدأ بغرس كلمة الإيمان في النفس، وتعمل بوسائل شتى على ترسيخها وتثبيت جذورها في القلب، لأن الإيمان إذا تغلغل في القلب كان قوة ذاتية تدفع الإنسان إلى السلوك القويم، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والاستقامة على طريق والصلاح.
على هذا المنهج قامت دعوات الأنبياء عليهم السلام، بدأ كل واحد منهم بتقرير قاعدة الإيمان والتوحيد، وجاهد بكل الوسائل من أجل ترسيخها.
وعلى ذلك النهج قامت الدعوة الإسلامية في المرحلة المكية، جاهد النبي، صلى الله عليه وسلم، سنوات طوالاً في سبيل تقرير معاني التوحيد ومبادئ الإيمان وتخليص نفوس المؤمنين من رواسب الشرك والوثنية، وذلك لأن العقيدة السليمة إذا تمكنت ورسخت في النفوس، كانت كافية لجعل الإنسان مستعدّاً تمام الاستعداد للقيام بالتكاليف وامتثال الأوامر عن طواعية.
الإيمان الراسخ هو الأساس الذي يرتكز عليه منهج التربية الإسلامية، وهو الأصل الذي تنبثق منه سائر الفضائل الخلقية. قال الله عز وجل : {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجُنُبِ والصاحب بالجنْبِ وابنِ السبيل وما ملكت أيمانُكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراًً}(1).
في هذه الآيات الكريمات ما يدل على أن مظاهر السلوك وفضائل الأخلاق ومحاسن المعاملات مرتبطة بالعقيدة، فإفراد الله تعالى بالعبادة يتبعه الإحسان إلى الوالدين وذوي القربى واليتامى والمساكين. فالباعث على الخلق الطيب والعمل الطيب هو الإيمان بالله واليوم الآخر والتطلع إلى رضا الله وجزاء الآخرة.
والكفر بالله واليوم الآخر يتبعه الاختيال والفخر والبخل وكتمان فضل الله ونعمته وسائر الرذائل.
من هذا المنهج التربوي الرباني انطلق لقمان الحكيم في نصائحه التربوية الحكيمة التي نصح بها ولده، فقد بدأها بدعوته إلى الإيمان والعقيدة الصافية، وذلك ما دل عليه النهي عن الشرك والتحذير منه في قوله كما ورد في القرآن الكريم. {يا بُنيَّ لا تُشركْ باللهِ إن الشركَ لظلمٌ عظيم}(2).
ومنه انطلق كذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حين وجه نصيحته التربوية الحكيمة لسيدنا عبد الله بن عباس وهو غلام يافع. >عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: كنت خَلْفَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على دابة فقال: يا غلام إني أعلمك كلماتٍ: احفظِِ اللهَ يحفظْك، احفظِ الله تجدْهُ تجاهَك، إذا سألتََ فاسألِ الله، وإذا استعنتََ فاستعنْ بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرُّوك لم يضرُّوك إلا بشيٍء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفَّتِ الصُّحُفِ< (3) .
أراد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث أن يصفي عقيدة ذلك الغلام من كل ما قد يعكرها من الشوائب. إن من طبيعة الإنسان أن يبحث لنفسه عن سند قوي، يحميه وقت الحاجة، ويعينه على بلوغ مقاصده، ويجلب له المنافع ويدفع عنه المضار. ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، يعلم أن هذا هو المَنْفَذُ الذي يتسرب منه الشرك إلى القلوب، فيفسد العقيدة، ويبطل الإيمان، فأراد، صلى الله عليه وسلم، أن يعلم هذا الغلام العقيدة الصافية، ويبين له أن الحافظ والمعين والنافع والضار هو الله تعالى.
وهذه الوصية التربوية النبوية تدل على أن العقيدة هي أساس التربية في المنهج الإسلامي، فالإيمان بأن الله تعالى هو وحده الحافظ والمعين والنافع والضار، يحرر فكر الإنسان من الأوهام والخرافات، ويوجهه في طريق التفكير السليم، فلا يطلب العون إلا من الله، وإن جاءه نفع أو ضر من قبل مخلوق، أيقن أنه بإذن الله وقضائه.
وإن للعقيدة لأثراً طيباًً في تكوين الضمير الأخلاقي، قال الشيخ القرضاوي، > فعقيدة المؤمن في الله أولاًً، وعقيدته في الجزاء والحساب ثانياً تجعل ضميره في حياة دائمة، وفي صحوة مستمرة، إنه يعتقد أن الله معه حيث كان في السفر أو في الحََضَر، في الخلوة أو الجلوة، ويعتقد أنه محاسب يوم القيامة على عمله. بهذه العقيدة يصبح ويمسي مراقباًًً لربه محاسباً لنفسه، لا يظلم ولا يخون، ولا يتطاول ولا يستكبر ولا يفعل في السر ما يستحي منه في العلانية. هذا الضمير الديني هو الركيزة الأولى للأخلاق، وهو الأساس لحياة اجتماعية فاضلة"(4).
2. تربية متوازنة : من أهم خصائص التربية في المنهج الإسلامي أنها تربية تهتم ببناء شخصية الإنسان من جميع جوانبها، تقدم له حاجته من التربية الروحية والعقلية والجسدية، وتسعى لتنمية طاقاته المتنوعة وصقل مواهبه.
غير أن التربية الروحية تحظى في المنهج الإسلامي بعناية خاصة، لأن الروح في نظر الإسلام هو مركز الكيان البشري، وجوهر حقيقة الإنسان، ولأن التربية الروحية هي الأساس لسلامة العقل والنفس معاً.
الإسلام يولي عناية كبيرة للصحة القلبية، ويؤكد أن في صلاحه صلاح الجسد كله، كما في الحديث النبوي الشريف: >ألا وإن في الجسدِ مُضْغََةٌ، إذا صَلُحََتْ صَلُحَ الجسدُ كله ألا وهي القلب" (5).
ويبين أن سبيل الفلاح التام هو تزكية النفس، وأن سبب الخسران التام هو تدنيسها. {قد أفلحَ من زكَّاها* وقد خاب من دسََّاها}(6).
وتظهر العناية التامة بالتربية الروحية في المنهج الإسلامي في الطريقة التي أدب الله بها رسوله، صلى الله عليه وسلم، وأعده لتحمل أعباء الرسالة وتبليغها، فقد جاءت الآيات القرآنية الأولى التي نزلت عليه، صلى الله عليه وسلم، في بداية بعثته بأوامر وتوجيهات تربوية صارمة تندرج كلها في إطار التربية الروحية. قال الله عز وجل: {يا أيها المُدَّثر * قم فأنذر *وربك فكبر *وثيابك فطهر* والرُّجز فاهجر *ولا تمنُن تستكثر* ولربك فاصبر}(7).
فنداء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بصفة "المدثر"، نداء تنبيه وتأديب، لأن القعود تحت الدثار، وهو الغطاء، لا يليق بمقام الرسالة، لأنه مقام جهاد وحزم وعزم، ولكن الجهاد في سبيل تبليغ رسالة الله ونقل الناس من معتقدات راسخة إلى الإيمان الصحيح، ومن عادات سيئة متأصلة إلى الأخلاق الفاضلة، تكليف ضخم يحتاج إلى إعداد وتربية روحية متينة، ومن ثم أردف الله أمر رسوله بالإنذار، الذي يتضمن في هذا السياق معنى التبليغ والجهاد، بمجموعة من مبادئ التربية الروحية، وهي قوله، عز وجل: {وربك فكبر* وثيابك فطهر* والرجز فاهجر*ولا تَمْنُنْ تستكثْر* ولربك فاصبر } .
المبدأ الأول هو تخصيص الله تعالى بالتكبير، وهو يشمل إفراده تعالى بالتوحيد والعبادة، والمبدأ الثاني هو تطهير النفس وتطهير السلوك {وثيابك فطهر* والرُّجْزَ فاهجر}، فالمراد بالثياب هنا النفس أو القلب، والمراد بالرّجْز هو الأعمال السيئة والأوصاف الذميمة. والمبدأ الثالث: هو نكران الذات. {ولا تََمْنُنْ تستكثر}، لأن تبليغ الرسالة الإلهية، ودعوة الناس إلى دين الله يستلزمان التضحيات الجسام بالنفس والمال والجهد، ويستلزمان أيضاً هجر حياة الراحة واللذة النفسية. كل ذلك في سبيل الله ونشر دينه، لا لمنفعة ذاتية، ولا لأجر دنيوي عاجل.
والمبدأ الرابع: هو الصبر. وهو زاد الأنبياء وسلاح الدعاة.
وللعبادة فضل كبير في التربية الروحية، فهي أنجع وسائلها، وأنفع أدواتها، ويظهر هذا، أيضا، في تأديب الله تعالى لرسوله وللمؤمنين الأوائل الذين سبقوا إلى الإيمان وذلك بقوله الله عز وجل: {يا أيها المزَّمل قم الليل إلا قليلاً* نصفه أو انقص منه قليلاًً* أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً* إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}(.
فرض الله على رسوله ومن آمن معه في المرحلة الأولى من بعثته قيام الليل ، وترتيل القرآن وبين له العلة في ذلك فقال: إنا سنلقى عليك قولا ثقيلاً، والمراد بالقول الثقيل التكليف بأمانة تبليغ الرسالة، والجهاد لتكون كلمة الله هي العليا. عن عائشة أم المؤمنين، رضي الله عنها، قالت: >إن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه حولاً حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثْنَى عشر شهراً. ثم أنزل الله التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعاً من بعد فريضة"(9).
والتخفيف المذكور في كلام عائشة، رضي الله عنها، هو قوله تعالى: {إن ربك يعلم أنك تقومُ أدنى من ثلثي الليل ونصَفهُ وثُلثُه وطائفةُ من الذين معك والله يقدّر الليل والنهار علم أن لن تُحْصوه فتابَ عليكم فاقرأوا ما تيسَّرَ من القرآنِِ} (10).
إن فرض الصلاة الليلية وترتيل القرآن على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعلى طائفة المؤمنين معه، هو تربية روحية، قصد بها إعدادهم لتحمل تبعات الإيمان، والصمود في وجه صناديد الكفر، والصبر على الابتلاء، والثبات على طريق الجهاد الطويل الشاق.
إن هذا المنهج الإسلامي منهج عبادة، والعبادة فيه ذات أسرار، ومن أسرارها أنها زاد الطريق، وأنها مدد الروح، وأنها جلاء القلب، وأنه حيثما كان تكليف كانت العبادة هي مفتاح القلب لتذوق هذا التكليف في حلاوة وبشاشة ويسر.
إن الله تعالى حين أمر موسى، عليه السلام، بالذهاب إلى فرعون ومواجهته بالدعوة إلى الحق، تهيب موسى من مواجهة طغيان فرعون، فدعا الله تعالى أن يشرح صدره ويحل عقدة لسانه، ويؤيده بأخيه هارون، فأعطاه الله كل ما سأل، ثم أرشده إلى العبادة والإكثار من ذكر الله، للتزود بالقوة الروحية اللازمة للموقف الرهيب، فقال سبحانه : {اذهبْ أنت وأخوك بآياتي ولا تََنِيا في ذكري* اذهبا إلى فرعون إنه طغى}(11).
نخلص من كل هذا أن التربية الروحية تحظى بالأولية في المنهج الإسلامي، وأن العبادة والذكر وترتيل القرآن من أهم وسائل هذه التربية.
3. تربية مستمرة: ومعنى مستمرة أنها ليست محصورة في مرحلة معينة من العمر، بل تستمر مدى الحياة، في مرحلة الصغر يقوم بها الأبوان أو من يستعينان به من المؤدبين، وفي مرحلة الرشد يواصل الإنسان نفسه تربيته. وكل فرد مسؤول عن تزكية نفسه، وتهذيب أخلاقه وسلوكه، وتنمية مواهبه، وتحسين مستواه الفكري والعلمي، ومواصلة طلب العلم حتى اللحد. كما أنه مسؤول عن مجاهدة نفسه ومحاسبتها ومراقبتها ومقاومة أهوائها ونزعاتها السيئة، ومسؤول عن الإسهام مع إخوانه المومنين، في إصلاح المجتمع ونشر الفضائل ومقاومة الرذائل.
والنهوض بهذه المسؤولية يقتضي التدريب التربوي الذي يجعل النفس الإنسانية مستعدة لاحتضان الفضائل وتجنب الرذائل وحب الخير، ونظام العبادة يحقق هذا التدريب.
4. تربية جماعية: التربية في المنهج الإسلامي ليست محصورة في المسجد أو الكُتََّاب أو المدرسة، ولا في البيت والأسرة، إنها عمل جماعي تتعاون عليه الجماعة بكل مؤسساتها ووسائلها. تشارك فيه الأسرة والأبوان والمدرسة والكتاب، والمسجد والجماعة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغير ذلك.
وتقع المسؤولية في المرحلة الأولى منها على الأسرة، يتحملها الأبوان، عليهما أن يستقبلا الطفل ويهيئا له في البيت الجو التربوي الصالح، والوسائل الضرورية للحفاظ على فطرته سليمة، بعيدة عن المؤثرات الضارة. وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوة تأثير الأبوين في حياة الطفل وتوجيهه، إذ قال : >كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"(12).
والأبوان الواعيان اللذان يقدران هذه المسؤولية حق قدرها، يحرصان أشد الحرص على تطهير البيئة المنزلية، من كل المؤثرات التي من شأنها أن تفسد فطرة طفلهما، ويجعلان من البيت روضاً يفوح بطيب الفضائل، ومحاسن الأخلاق، يعطيان بسلوكهما ونظام حياتهما اليومية القدوة الحسنة لأبنائهما.
وبعد الأسرة تقع المسؤولية في تربية الناشئة على المدرسة والمعلم. والنهوض بهذه المسؤولية يقتضي أن يكون جو المدرسة جوّاًً تربويّاً سليماً، يشارك في إيجاده الإدارة والمدرسون والتلاميذ والمناهج التربوية وما يصاحبها من الأنشطة، ويقع القسط الأوفر من هذه المسؤولية على المعلم. وذلك لأنه أوثق اتصالاً بالتلاميذ، وأعمق تأثيراًً في نفوسهم. يحمل الأطفال الصغار لمعلمهم احتراماً وإجلالاً كبيراًًً، ويضعون فيه الثقة الكاملة، ويرون فيه المثل الأعلى، وقد تكون سلطته المعنوية على نفوسهم أقوى من سلطة الأبوين، وهذا ثابت بالتجربة، ومن ثم كانت مسؤولية المعلم كبيرة.
وللمسجد في المنهج التربوي الإسلامي أهمية لا تقل في شيء عن أهمية المدرسة، بل إن المسجد هو المجال الصالح للتطبيق العملي لما تعلمه الإنسان من مبادىء الفضائل والأخلاق في المدرسة.
فالمسجد هو المكان الطاهر الذي يلتقى فيه أفراد الجماعة المسلمة خمس مرات في اليوم، لإقامة صلاة الجماعة، وتلاوة كلام الله، وحديث رسوله، صلى الله عليه وسلم، وتعلم دينهم، وتطبيق شعائره، وتعاليمه، وفي هذا اللقاء الجماعي بين المسلمين من الفوائد التربوية الفردية والاجتماعية الشيء الكثير.
ففي المسجد يحصل التعارف بين أفراد الجماعة، وتتوثق روابط الإخاء والتعاون والتعاضد بينهم، وينشأ الوعي الجماعي الذي يجعل كل فرد يشعر أنه جزء من الجماعة، يسوؤه ما يسوء كل فرد من أفرادها ، ويسره ما يسره.
وفي المسجد يتعلم المسلم بطريقة عملية فضيلةَ التواضع والمساواة، لأنه مدعو إلى الوقوف مع إخوانه في صف واحد متراص لأداء الصلوات، لا فرق فيه بين الغني والفقير، والشريف والوضيع، ولا بين الرئيس والمرؤوس . يتكرر هذا الوقوف في صلاة الجماعة خمس مرات في اليوم فترضخ له النفس، وتتخلص من العجب والكبرياء، وتتزين بخلق التواضع والمساواة، ويزداد فضل المسجد في التربية الجماعية، وترسيخ الوعي الجماعي، إذا كان يقوم برسالته كاملة. ورسالة المسجد في الإسلام تشمل أداء الشعائر الدينية، ونشر العلم، وتدبير أمور الجماعة وحل مشاكلها، وإصلاح أحوالها، والتعاون على إقامة دينها.
والذي يؤسف له أن المسجد تخلى عن القيام برسالته كاملة، واقتصر على جزء منها هو إقامة الصلوات، ولذلك تقلصت مكانته التربوية في هذا العصر.
ـــــــــــــــ
(1) سورة النساء .36/4
(2) سورة لقمان 13/31.
(3) الحديث رواه الترمذي.
(4) الإيمان والحياة، ص 230.
(5) الحديث السادس من الأربعين النووية.
(6) سورة الشمس 10-9/91.
(7) سورة المدثر 7-1/74.
( سورة المزمل5-1/73 .
(9) رواه مسلم في صحيحه .
(10) سورة المزمل 20/73.
(11) سورة طه 43-42/20.
(12) تقدم الحديث في فصل سابق.