هذا المقال لا يمثل نظرة اقتصادية بقدر ما يمثل قناعة شخصية , فمنذ الصغر نلزم بوضع غطاء على الرأس (العمامة العربية ) تلقيدا لموروث لا نعرف عنه سواء أنه من العادات و أن تركه من الخوارم في المروءة , حتى أن امامة المسجد و القاء الخطبة لا تتم دون هذا التتويج , لا أعرف سر العلاقة لكن أظن أن هناك سرا بين تغطية الرأس بالعمامة العربية ربما يتمثل في نوع من الالهام أم الهيام سمي ما شئت , تساءلت كثيرا عن سر هذا الموروث فوجدته لا يمت للدين بصلة , مع أن العرب كانت تنتقد حاسر الرأس , و كان للنبي صلى الله عليه وسلم عمامة لها ذؤابة , لكن هذه العمامة العربية بشكلها الحاضر لم يعرفها العرب إلا قريبا بعد الاستعمار - حسبما قرأت و اطلعت – حيث تعزى للمحتل الانجليزي , و انها قطع كانت تستخدم للطعام , ثم حولها العرب بقدرتهم العبقرية و انهزامية نفسية إلى غطاء للرأس , أما عن الشكل المستدير على الرأس الذي يكمل منظومة الأشكال الهندسية في جسم العربي , فترجع أصولها لسقوط الاندلس حزنا و غما , و هذا ما يبين سر لونه الرسمي الأسود , و ما حيلة العربي الذي انتهبت أرضه الا أن يحمل العار على رأسه , ولعلي قبل أن اختم المقال أذكر شيئا من العمامة النبوية حتى لا تختلط بالعمامة العربية صاحبت المصائب و النكبات ,
عبدالرزاق عفيفي : صفة العمامة النبوية لفافة تلف حول الرأس. أما الغترة أو الشماغ فليست... واردة في السنة، بل هي من باب العادات، أما العمامة فهي الواردة في السنة ( ).
لذا أقول لكم أيه القراء : لن أدفع فيها ريالا واحدا .